Loading...
 

التقييمات الفعالة

التقييمات الفعالة

Alexander Hristov

لربما لاحظت أن العديد من الأدوار في هذه العملية مرتبطة بتقييم الآخرين. تجدر الإشارة هنا إلى أن 'التقييم' يعني 'تقديم رأي بناء'، وذلك حتى يتسنى للشخص المعني بالتقييم أن يطور من نفسه في بعض المناحي التي تحتاج إلى تطوير. أي أن التقييم هنا لا يعني بأي حال إصدار حكم أو انتقاد أي أحد.

يعتبر دور مقيم الخطاب واحدا من أهم الأدوار في Agora، حيث ستعمل على تزويد أصدقاءك من الأعضاء بالإرشادات الضرورية لمساعدتهم على تطوير مسارهم التعليمي.

كل واحد منا قادر على أن يصبح مقيم خطابات


بوسكو مونتيرو أثناء تقييمه لأحد الخطابات في لقاء Agora Speakers في مدريد
بوسكو مونتيرو أثناء تقييمه لأحد الخطابات في لقاء Agora Speakers في مدريد

هناك سؤال لطالما ردده مقيمو الخطابات وهو "هل أملك التجربة الكافية لأكون مقيم خطابات؟" أو " أنا لم أنجز إلا بضعة مشاريع، هل أنا أهل لأكون مقيم خطابات في المشاريع الكبرى."

في العادة، يسود التمثل التالي، بما أنك لم تقدم الكثير من الخطابات، فلربما تعوزك المعارف أو التجربة لتحكم على خطاب شخص آخر.

هذه في الواقع مغالطة كبيرة. لنأخذ مثلا آخر مرة توجهت فيها إلى السينما برفقة صديق. هل كوّنت موقفا من الفيلم أو من الأداء بعد مغادرتك قاعة السينما؟ أراهن بأن أول ما قلته لصديقك بعد نهاية الفيلم كان كالتالي: "إنه فيلم رائع فعلا. لقد أعجبني عندما... " أو "ما هذا الفيلم الرديء. لقد كان التمثيل دون المستوى". ومع ذلك، فأنت لست بالمنتج السينمائي المحترف، ولا بكاتب سيناريو، ولا حتى بالممثل.

ينطبق هذا على العديد من المواقف الأخرى في حياتنا - عندما نتوجه إلى مطعم، فإننا ندلي برأينا حول الطعام حتى ولو كان أفضل ما نستطيع تحضيره هو بيضة مقلية، وحتى إن كنا نقوم بها لنخلف وراءنا مطبخا تعمه الفوضى. عندما نتوجه إلى المسرح، فإننا ندلي برأينا حول القصة وحول أداء الممثلين، حتى ولو لم يسبق لأقدامنا يوما أن وطئت معهد الفنون المسرحية. وعندما نتوجه إلى الملعب لنشاهد مباراة في كرة القدم، فإننا ندلي برأينا حول أداء كل لاعب حتى ولو لم يتسنى لنا ممارسة الرياضة لسنوات.

والسبب في كل هذا هو كوننا لا نصدر تقييما كمحترفين في هذه الأمور.

الهدف من تقييم الخطاب ليس تقييم المتحدث من زاوية نظر الأكاديمي وطبقا لمعايير احترافية.

الهدف من تقييم الخطاب هو إبداء الرأي حول المتحدث وحول شكل الخطاب الذي ألقاه وذلك من زاوية نظرنا كأعضاء من الجمهور.

كعضو من الجمهور، فأنت مدرك لما رأيته، ومدرك لما سمعته، ومدرك لدرجة تأثير الخطاب فيك. وأنت حتما مررت بتجارب كثيرة حيث استمعت للخطابات في سياقات مختلفة ومتنوعة.

ولا تنسى أيضا أنك كمقيم خطاب إنما تعبر عن رأيك الشخصي.

أهدافك كمقيم خطاب

كمقيم خطاب، ستكون لديك ثلاث أهداف أولية وهي:

  • تحفيز المتحدث. المتحدثون أناس مثلنا أولا وقبل كل شيء، وهم يشاركوننا نفس الاهتمامات والحاجيات المترتبطة بتقبلهم كما الجميع. وحتى إن كان هناك متحدث متمكن وخطابه ينضح بالثقة، فإنه لا زال مثل الجميع تستوطنه الشكوك والمخاوف - "هل قمت بالأمر بشكل صائب؟"، "هل كنت مقنعا؟"، "ما رأي هؤلاء الناس بي يا ترى؟"، "هل يا ترى تنبهوا إلى أنني ارتكبت هذا أو ذلك الخطأ". الفرق الوحيد بين المتحدث المتقدم والمبتدئ عندما يتعلق الأمر بهذه الشكوك والمخاوف، يكمن في طريقة تعاملهما معها. وبالتالي، فإن كل المتحدثين بحاجة إلى الاعتراف والتشجيع، وذلك من خلال إبراز الأمور الجيدة التي أبدعوا فيها.
  • تربية وتثقيف المتحدث والجمهور. كمقيم خطابات، فإن دورك لا يقتصر على الإشارة إلى الأمور التي ينبغي تحسينها وحسب، وإنما الإشارة أيضا إلى الداعي لاعتبار تلك الأمور مهمة. لا تقل مثلا "أفضل اعتماد تنوع كبير في مستويات النبرة الصوتية". وإنما وضح لم تنويع النبرة الصوتية مهم، وفي ذلك المشروع على الخصوص. لا يتم توجيه التوضيحات إلى المتحدث فحسب، وإنما للجمهور أيضا. وهي بهذا تعتبر واحدة من أهم الطرق لمساعدتهم على التعلم من خلال الاستفادة من أخطاء بعضهم البعض.
  • مساعدة المتحدث على تطوير نفسه. كل متحدث يرغب في أن يتطور، بمن فيهم هؤلاء الذين يبدون متمكنين. وإلا فإنهم كانوا سيكونون بصدد المشاركة في ندوات بدل الحضور إلى النادي. وبغية مساعدة متحدث ما على تطوير نفسه، فإنك ستكون مطالبا بتزويده بنصائح محددة ودقيقة: أي أن تشير -حسب رأيك- إلى الأمور التي كان يمكن أن يقوم بها بشكل أفضل أو بشكل مختلف حتى يتسنى له تطوير فعالية خطاباته.

انا هنا لست أقترح عليك هذه الأمور لتلتزم بها "بشكل حرفي"، وإنما لتعمل بها إن رأيت بأنها ستفيدك.

ما الذي ينبغي عليك القيام به كمقيم للخطابات قبل اللقاء؟

لتكون فعالا في دورك كمقيم للخطابات، ستحتاج لمعرفة الشخص الذي سيلقي الخطاب وتكون على إلمام بالمشروع أيضا. وحتى ولو كنت فقط متطوعا لدور مقيم خطاب في ذلك اللقاء، فإنك ستحظى دائما ببعض الوقت قبل بداية اللقاء، حيث يمكنك على الأقل محاولة القيام بالخطوات التالية:

1. الاطلاع على المشروع

قم بقراءة توصيف المشروع الذي سيتحدث فيه المتحدث. انتبه جيدا للأهداف التعليمية المتوخاة منه وكذا الأهداف الرئيسية. تعتبر هذه هي أهم النقاط التي يجب التركيز عليها لدى المتحدث.

2. تحديد السياق

يجب أن تكون كل التقييمات متساوقة مع السياق المحدد الذي تجري فيه. يضم السياق بعض العناصر شأن:

  • أهداف المشروع
  • الأهداف العامة للمسار التعليمي الذي يتبعه المتحدث
  • مستوى المتحدث
  • الاهتمامات الخاصة للمتحدث
  • فضاء اللقاء
  • توقيت اللقاء
  • الأحداث السابقة واللاحقة

وكمثال على طريقة تأثير السياق على التقييم الجيد، هناك مستوى المتحدث. عندما يشرع أحد ما في إلقاء خطاب أمام الجمهور، فإن التغذية الراجعة حول بعض العناصر الأساسية مثل النظر في عيون الجمهور، يمكن تفسيرها بسهولة ووضوح. يمكن القول مثلا، "خلال إلقاءك للخطاب، لم تنظر بشكل كاف إلى الجمهور الموجود على الجانب الأيسر. النظر في عيون الأعضاء والتواصل معهم بالعينين أمر مهم لعدة أسباب - حيث يجذب إليك انتباه الشخص الذي تنظر إليه على الفور، وتزرع فيه بالتالي الإحساس بأنك واثق من نفسك، كما أنه يمكنك أن تخلق بينك وبينه جوا من الألفة لتشده إليك".

أما إذا كان المتحدث متقدما وراكم من وراءه تجربة قوامها 20 مشروعا مثلا، فإن ما أوردناه آنفا قد يكون غير ذي معنى، وبالتالي يحسن الانتقال إلى التفصيل في بعض المسائل التي لا يدركها. غير أن هذا لا يعني بأنه لا يجب عليك أن لا تذكر ما أوردناه أعلاه أبدا. بل العكس تماما، فكل المتحدثين - بمن فيهم المتقدمون- قد يقعون في أخطاء بدائية أحيانا. لذا، احرص على أن تقول شيئا من قبيل "خلال خطابك، لم تنظر كثيرا باتجاه الجانب الأيسر من الجمهور". ولكن لا تركز كثيرا على هذه النقطة - لأن متحدثا متقدما حتما يعرف الأسباب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المتحدثين من ذوي التجربة غالبا ما يسعون للحصول على اقتراحات من أجل صقل مهاراتهم، بينما يحتاج المتحدثون المبتدئون إلى تشجيع أكبر وبضع نصائح فقط لتطوير أنفسهم.

فضاء اللقاء مهم في السياق أيضا. فالمتحدثون الجيدون ينبغي أن يتكيفوا مع الفضاءات غير الجيدة:

  • هندسة الفضاء - قد يكون فضاء اللقاء دون المستوى أحيانا، حيث تجد مثلا بأن الجمهور ليس متركزا في مكان واحد، وإنما موزعا تبعا لأشكال هندسية مختلفة. على المتحدث الجيد أن يحرص على توجيه الخطاب إلى كل الجمهور والتواصل معهم بالعيون مهما كان موقع جلوسهم.
  • الصوت - قد لا تسمح بعض فضاءات اللقاءات بوصول الصوت بشكل واضح. على المتحدث الجيد أن يجد طريقة للتغلب على هذا المشكل من خلال التحدث بصوت أعلى إن تطلب الأمر.
  • الإضاءة - قد تكون الإضاءة خافثة في بعض الأحيان، وقد يتعين على المتحدث أن يبدل جهدا إضافيا حتى لا يشعر الجمهور بالنعاس. وقد تكون الإضاءة قوية أحيانا، مما سيشكل مشكلة مثلا عند استخدام المتحدث وسائل إيضاح أو معدات عرض.
  • الحرارة - إذا كانت درجة الحرارة في فضاء اللقاء غير مناسبة، أو كانت هناك رطوبة أو مشكل في التهوية، فإن تركيز الجمهور سيتحول إلى البحث عن الراحة أولا، مما سيتطلب من المتحدث مضاعفة الجهد لشد انتباههم. يمكن أن يقوم المتحدث الجيد بارتجال إحدى الطرائف المناسبة (مضحكة في الغالب) والتي ترتبط بتلك العوامل، ليخلق بذلك نوعا من الارتباط مع الجمهور ويستثمر في ذلك الأمر دون كبير جهد.

يعتبر يوم اللقاء وتوقيته عنصرين مهمين أيضا في التأثير على الخطاب، على الرغم من أن جدولة لقاءات النادي غالبا ما تكون معروفة إذ يلتئم في نفس الوقت واليوم من كل أسبوع. ومع ذلك، فإن هذا يلاحظ بشكل كبير في الأنشطة التي تجري خارج النادي وفي الفضاءات الخارجية عموما، فالخطاب الذي يتم إلقاؤه يوم الإثنين صباحا مثلا سيختلف كليا عن الخطاب الذي يتم إلقاؤه يوم الجمعة قبل نهاية آخر يوم عمل حيث يكون أعضاء الجمهور قد فقدوا الاستعداد النفسي وصار كل همهم هو مغادرة فضاء اللقاء. وعلى نفس المنوال، فإن خطابا يتم إلقاؤه على الثامنة صباحا لا يمكن أن يقارن بخطاب يتم إلقاؤه قبل أو بعد الغذاء مباشرة.

3. التواصل مع المتحدث

يبدأ عملك كمقيم خطابات بوقت طويل قبل اللقاء. بعض المتحدثين يرسمون أهدافا إضافية لكل مشروع من مشاريعهم. فيما البعض الآخر قد يرغبون في التأكد من أنهم قد تعلموا بعض الأمور من المشاريع السابقة ويرغبون في أجرأتها. سيكون من المهم جدا لو عثروا على من يخبرهم بما نجحوا فيه (وما لم ينجحوا فيه) بهذا الصدد. لربما تجد بأن بعض المتحدثين معتادون على النظر بشكل كبير إلى الجانب الأيسر من الجمهور، أو لربما يكون لبعضهم عادة في التقدم إلى الأمام والتراجع إلى الخلف بشكل متواصل، لربما يرغب المتحدث في التيقن من أن نطقه سليم ومن أن صوته يصل بشكل واضح إلى أقصى القاعة.

لهذه الأسباب وغيرها، تواصل مع المتحدث قبل اللقاء، واسأله إن كان يرغب منك في التركيز على أمر معين ما بالإضافة إلى أهداف المشروع.

4. كتابة تقييمك مسبقا

على الرغم من أنك لا زلت لم تسمع الخطاب بعد، إلا أنه سيكون بإمكانك الاستقرار على استراتيجية التقييم خاصتك قبل اللقاء وكتابة محاورها العريضة. قد تختار مثلا أن تبدأ تدخلك بتعليق إيجابي حول ذكرياتك بخصوص بدايات المتحدث. أو لربما تختار أن تبدأ بالحديث عن تجربتك الشخصية مع ذلك المشروع بالتحديد. وقد دأب أحد الأعضاء على بدء كل تدخل من تدخلاته ب "خطابك هذا يذكرني ب..."، لينطلق للحديث عن قصة شخصية مقتضبة.

يمكنك أيضا أن تختار بعض الاقتباسات المحددة التي تتناسب والمشروع. لنفترض مثلا أننا نعمل على مشروع "تحسين الخطاب" حيث يتم التركيز أساسا على استعمال لغة ناجعة لدى تحرير الخطاب، أرغب في اقتباس المقولة التالية لأنطوان دو سانت-إكسوبيري:

"إذا كنت ترغب في صناعة سفينة لا تستعجل الناس بجمع الخشب، ولا تحدد لهم مهاما وأعمالا ليقوموا بها، ولكن علمهم كيف يتطلعون إلى شساعة البحر اللامتناهية".

فمقولات شأن هذه تساعد على توضيح الحاجة إلى استخدام اللغة التي تحمل الصور والمشاعر القوية للجمهور.

ولا تنسى أن التقييم خطاب في حد ذاته، وأنه ينبغي أن يتوفر على كل مقومات الخطاب الجيد - البنية، الرسالة، الوضوح، الإيقاع، إلخ.

يمكنك أيضا كتابة العناصر الأساسية التي ترغب بالتركيز عليها بشكل مسبق. كما يمكن كتابة بعض الكلمات المفاتيح التي يمكنك لاحقا إما التسطير عليها أو شطبها (يميل البعض إلى كتابة علامتي "زائد" و "ناقص") وذلك تبعا لأداء المتحدث. أي أن كل ما يمكنك أن تقوم به من أجل توفير بعض الوقت خلال إلقاء الخطاب سيكون مفيدا ومساعدا، لأنه من شأنه أن يمنحك وقتا أكبر للتركيز على الخطاب.

ما الذي ينبغي عليك القيام به كمقيم للخطاب أثناء اللقاء؟

مكان جلوسك

ينبغي عليك أن تجلس في موقع محايد وغير مميز عن الآخرين. لا تنجر للجلوس في الصفوف الأمامية "لترى وتسمع" المتحدث بوضوح، لأن ذلك الوضع لن يكون متاحا لأغلبية الجمهور. تذكر أن دورك كمقيم للخطابات لا يعني بالضرورة أنك حكم رسمي أو ما شابه، وأن دورك ورأيك أهم من آراء كل الآخرين، وإنما أنت عضو كسائر الجمهور والذي سنحت له الفرصة للتعبير عن رأيه أمام الجميع في خطاب تقييمي مصغر.

أنصت جيدا

من البديهي أن تقييم أي خطاب يتطلب الإنصات إليه بشكل جيد. من الجيد أنك ستكون في هذه المرحلة قد دونت كل ما ستركز عليه في تقييمك. مما يعني أنك لن تهدر وقتك في الكتابة. انس أمر مشروبك، طعامك، هاتفك وحتى جيرانك الموجودين بين الجمهور، أو حتى أمر شريك/ة حياتك... انس أمر كل شيء.

قم بتدوين التغذية الراجعة

مهما كنت تعتقد بأن لك ذاكرة قوية، فإنها ليست كذلك. لا تخدع نفسك بالاعتقاد بأنك ستتذكر قول هذا الأمر أو ذلك حول الخطاب - قم بتدوين كل شيء. وقم على الخصوص بتدوين كل شيء لحظة وقوعه:

  • أي اقتباسات أو جمل تعتقد بأنها جيدة أو تستحق أن تتذكرها
  • أي إيماءات أو حركات جسدية كانت مناسبة لدعم الرسالة (أو تلك التي لم تكن في محلها، مبالغا فيها أو غير واضحة)
  • كل وسائل الإيضاح والوسائل المساعدة التي لم يتم استثمارها بنجاح
  • أي بصفة عامة، كل العناصر التي كانت جيدة (أو لم تكن كذلك) أثناء إلقاء الخطاب.

احرص على تدوين التغذية الراجعة بطريقة تسمح لك بقراءتها بسهولة. لقد شهدت بعض المرات التي عانى فيها بعض مقيمي الخطاب فوق الخشبة لأنهم لم يستطيعوا قراءة ما كتبوه بأيديهم.

ملاحظة مهمة أخرى تجدر الإشارة إليها، وهي الكتابة بخط واضح. سوف لن يساعدك هذا على قراءة ما كتبته بسهولة وحسب، وإنما توجيه تغذية راجعة للمعنيين بها بشكل سلس. وهكذا سيكون بإمكانك وضعها على منصة القراءة، على كرسي في الصف الأمامي وكذا قراءتها من مسافة بعيدة نسبيا.

عندما تكون بصدد تدوين التغذية الراجعة حدد أهمية كل مشكلة ترغب في الإشارة إليها. فأنت لن تحظى خلال خطاب التقييم خاصتك بالوقت لقول كل كل ما ترغب في قوله بالتفصيل. وبالتالي، فإنه من المهم استعمال أرقام أو رموز مثلا لتمييز كل ملاحظة (يختار بعض الناس استعمال "+"، "++"، و "+++" مثلا أو "-" من أجل النقاط التي ينبغي العمل على تحسينها)، قم بعد ذلك بإعداد تصميم لما ترغب في قوله بسرعة بعد نهاية الخطاب.

أظهر للجميع أنك مهتم

على الرغم من أنهم غير ملزمين بذلك، إلا أن المتحدثين غالبا ما يولون اهتماما أكبر لمقيمي الخطابات منه مما يولونه للجمهور. يبقى هذا أمرا طبيعيا ولا يطرح أدنى إشكال. غير أنه يلقي مسؤولية أكبر على عاتقك. ينبغي عليك أن تبين أنك مهتم بالخطاب من خلال تبادل النظرات أكثر مع المتحدث، القيام ببعض الإيماءات التي تشير إلى التفاعل مثل تحريك رأسك، ودعم المتحدث عندما يكون بحاجة إلى دعمك - على سبيل المثال عندما يقوم المتحدث بإلقاء دعابة أو طريفة ما.

أشياء لا ينبغي أن تتطرق إليها في التقييم

عند الاستماع إلى خطاب ما، ليس من الجيد الاهتمام بما يجب تقييمه فقط وإنما بما لا يجب تقييمه أيضا

  • لا ينبغي تقييم اختيار المحتوى في الغالب، اللهم في ارتباطه بتحقيق أهداف المشروع. وعلى سبيل المثال، إذا كان المشروع يتعلق بلغة الجسد، فإنه سيكون بإمكانك الإشارة إلى ما إذا كان اختيار الموضوع قد منح المتحدث فرصا أكبر أو حد من فرصه في التعبير عن الأمر. عدا ذلك، فإن المتحدثين لهم كامل الحرية في اختيار الموضوع الذي يرغبون في التحدث فيه.
  • لا يتم تقييم المحتوى في العادة، اللهم في بعض المشاريع المحددة جدا. وحتى ولو لم تتفق مع المحتوى، فحاول أن لا تعلق عليه، وأن لا تدخل في جدال مع المتحدث بخصوصه أو تنخرط معه في نقاش حول ما هو صحيح وما هو خاطئ.
  • لا ينبغي تقييم الشخص أبدا. لا ينبغي أن تقوم بالتعليق على ملابسه، مظهره أو اختياراته التي تخص الإكسسوارات، اللهم إن كان لها تأثير على الخطاب بطريقة معينة. وكمثال على ذلك، الحالة التي يضع فيها المتحدث بعض الأساور التي تحدث أصواتا مزعجة كلما قام بتحريك يديه. هنا لا بد من الإشارة إلى هذا. وعلى نفس المنوال، فإن بعض التعاليق شأن "أنت ترتدين فستانا رائعا اليوم" أو "يا لها من بذلة رائعة تلك التي ترتديها هذا اليوم" تعتبر غير لائقة بتاتا.

مالذي ينبغي أن تقوم به كمقيم خطابات؟ - التقييم في حد ذاته

يوصى غالبا في تقييم الخطابات باعتماد مقاربة "الساندويتش". تجمع هذه المقاربة بين طبقة أولى تتمثل في تغذية راجعة إيجابية، تتلوها الأمور التي ينبغي على المتحدث تحسينها، فطبقة عبارة عن خاتمة تسرد فيها الأمور التي أثارت إعجابك. يمكن للساندويتش أن يضم عدة طبقات إن واصلت تكرار هذه البنية.

Sandwich Approach Blank
تغذية راجعة إيجابية

جوانب للتحسين والتطوير

تغذية راجعة إيجابية

كم ينبغي أن يبلغ سمك كل طبقة؟ هذا يعتمد على مستوى وثقة المتحدث

  • بالنسبة للمتحدثين المبتدئين قد يتوزع بين 40% كتغذية راجعة إيجابية، 20% للجوانب التي تحتاج التحسين والتطوير، ثم 40% كتغذية راجعة إيجابية وتشجيع. يعني هذا أنك في تقييمك ستعمل على ذكر بعض الأمور القليلة التي تحتاج إلى التحسين، أي النقاط الرئيسية فقط.
  • غير أن المتحدثين المتقدمين سيحتاجون إلى 20 %، 50% ثم 30%، أي ما يعني خمسة إلى ست نقاط للتحسين والتطوير، واثنتين إلى ثلاث نقاط قوة.

طريقة تقديم التغذية الراجعة الإيجابية

يعتبر تقديم التغذية الراجعة الإيجابية دوما الجزء الأسهل من المهمة، ولكن قد يكون أحيانا من السهل الوقوع في بعض المنزلقات:

  • الإشادة - تعتبر الإشادة أمرا إيجابيا يحبذه الجميع، بيد أنه لا يمكن أن يرقى لمستوى التغذية الراجعة. يكمن الفرق في كونه يكون عاما دائما. وبالتالي فإن المتحدث يجد صعوبة في ربط ما قام به بالإشادة التي تلقاها حتى يكرره أو يؤسس عليه خطاباته التالية. لنأخذ مثلا "قمت بعمل رائع هنا. إنه عمل جيد حقا!" - هذه إشادة ولكنها لا تحمل رسالة محددة. ولكن لو أخذنا مثلا "لقد قمت بعمل رائع هنا. لقد أحببت شخصية الفتاة الصغيرة وكيف قمت بوصف شخصيتها بذلك التفصيل. زد على ذلك طريقة أداءك لصوتها"، نحن هنا أمام تغذية راجعة إيجابية. وبالتالي، يجب تجنب استعمال تلك التوصيفات المغرقة في العموميات والتي لا تعني شيئا "تنوع صوتي"، "خطاب رائع"، عرض متميز"، اللهم إن أعقبتها بتوضيح يوضح الغاية من توظيفها.
  • الابتذال- لا تقع في فخ إبداء تغذية راجعة حول -أو الأنكى من ذلك، الإشادة- ببعض الإشكالات المبتذلة. يهم هذا على الخصوص المتحدثين المتقدمين. بالنسبة للمتحدثين المبتدئين، قد يكون ذلك جيدا، لا بل ومشجعا. خاصة إن أشرت إلى عدم استخدام دفتر ملاحظات أو إلى إتقان التواصل بالعيون. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمتحدثين المتقدمين، فإن تغذية راجعة كهذه ستبدو مبتذلة. ضع نفسك مكان متحدث شارك في أكثر من 20 مشروعا مثلا، وستكون هذه هي المرة الواحدة والعشرون التي سيسمع فيها "جيد لأنك لم تستخدم دفتر ملاحظات، وهذا أمر إيجابي لأن..."
  • الإفراط في التغذية الراجعة الإيجابية. الإفراط في التغذية الراجعة الإيجابية قد لا يكون إيجابيا. ينضم كل الأعضاء إلى Agora بهدف التعلم وتطوير أنفسهم. وإذا حصل المتحدث على 80% ( أو قل 100%) كتغذية راجعة إيجابية، فإنه قد يتساءل "ما دمت جيدا إلى هذا الحد، فما الذي أفعله ههنا بالأساس؟"
  • التغذية الراجعة الإيجابية كذريعة أو الإشارات المختلطة. يستخدم الكثير من الناس التغذية الراجعة الإيجابية كذريعة أو كتورية لما سيلي. يمكن معاينة هذا من خلال بعض التراكيب شأن "لقد أحببت هذا... ولكن...". لكن هنا تعمل في الأساس على محو ما سبق وتسمه كغير ذي صلة بالتعليق الحقيقي الذي سيلي. تجنب هكذا طريقة. التغذية الراجعة الإيجابية يجب أن يتم تقديمها بمعزل عن التغذية الراجعة غير الإيجابية.

عرض التغذية الراجعة حول الأمور التي ينبغي تحسينها

يعد عرض هذا الجزء هو الأصعب عادة وذلك لاعتبارات عدة، لعل أهمها:

  • لا نود أن نكون انتقاديين
  • لسنا متيقينين من تجربتنا الخاصة
  • لسنا متيقنين من مؤهلاتنا
  • لسنا متيقنين إن كنا قد سمعنا ورأينا بشكل صحيح

أثناء مخاطبتهم تذكر بأنك لا تقوم بتنقيط المتحدث وأن دورك وإنما يمثل في التعبير عن الرأي وتقديم النصائح التي من شأنها أن تطور الأداء.

لتكون مفيدة يجب أن تكون نقاط التحسين:

  • دقيقة: هذا ما يميز النقد عن التغذية الراجعة، النقد وكما هو الحال بالنسبة للمدح، ليس خاصا وفي أوقات عديدة يعتبر شخصيا فبدل أن تقول:‘‘استعمالك للغة الجسد كان مبالغا فيه‘‘ الذي هو عبارة عن انتقاد، قل:‘‘لما قفزت فوق الطاولة وبدأت تمثل دور الغوريلا، وتدليت من المصباح، كان ذلك مبالغا فيه بعض الشيء‘‘
  • موجِّهة: بمعنى آخر، لا تكتفي بالإشارة إلى ذلك الجزء من العرض المراد تحسينه بل أسد النصيحة حول الطريقة المناسبة لتحسينه. وبالرجوع الى المثال الذي سبقت الإشارة اليه يمكن أن تضيف مثلا:‘‘ أظن بأن طريقة وضع يديك وتحريك جسمك كالغوريلا والمشي بهذه الوضعية بضع خطوات كاف ليفي بالغرض‘‘
  • قابلة للتفعيل: هذا يعني بأن الشخص قادر فعلا على فعل شيء تجاه أشياء لم تعجبك. فمثلا إذا كان لدى الشخص صوت خشن فليس من الجيد تقديم تغذية راجعة من قبيل: ‘‘اقترح أن تستخدم صوتا مختلفا، وأكثر عذوبة ولحنا عندما تقرأ الشعر الرومانسي.‘‘

عندما يتعلق الأمر بعرض نقاط للتحسين يتوجب أن:

  • لا تكرر التوصيات. يكفي أن تشير إليها مرة واحدة، فلا داعي للتركيز عليها بشكل متكرر
  • لا تستخدم لغة الأمر. أنت لست رئيس المتحدث. حاول أن تتجنب "يجب عليك" أو "أنت بحاجة" (أو، لا سمح الله، "يجب عليك" أيها اللعين)، أو بشكل عام لغة "توجيه أصابع الاتهام". بدلا عن ذلك، من الطرق الموصى بها أن تقول "لو كنت مكانك، لفعلت هذا أو ذاك عوض هذا أو ذاك"، "أوصي بأن تفعل ذلك بهذه الطريقة"، "أقترح عليك..."، "سأعرض عليك..." ، إلخ.
  • لا تتحدث بشكل مطلق. تذكر أنك تعبر فقط عن رأيك، وليس عن حقيقة كونية. "كان ينقص الخطاب تنوع الصوت". بدلا عن ذلك، قم بالإشارة إلى "لم ألاحظ الكثير من التنوع الصوتي - أتذكر ثلاث حالات فقط، عندما انتحلت شخصية الفتاة الصغيرة والذئب والجدة."
  • لا تتحدث باسم الآخرين. مرة أخرى، هذا مرتبط بالنقطة السابقة. لست بحاجة إلى إثبات أي شيء للمتحدث أو الجمهور. على سبيل المثال: "أعتقد أنه يمكننا أن نتفق جميعا على أنه يمكن تحسين لغة الجسد".
  • • أخيرا، أذكر ما لاحظته، بدلا من وضع افتراضات حول الأسباب الكامنة وراء ذلك. على سبيل المثال، لا تقل "شعرت أن الخطاب لم يتم تحضيره بشكل جيد" لأنه ليس لديك أي أساس على الإطلاق لهذا الافتراض. بدلا من ذلك، يمكنك أن تذكر ما شعرت به فعلا: "شعرت أنك كنت مترددا في بعض الأحيان أو أنك كنت غير متأكد مما ستقوله بعد ذلك"

خاتمة التقييم

مرة أخرى، يجب أن تلخص خاتمة التقييم النقاط الإيجابية، النقاط التي ينبغي العمل على تحسينها، وتنتهي بملاحظة عالية محفزة ومشجعة.

يجب تجنب استخدام العبارات الكليشيهات، ولا سيما العبارات المستهلكة "أتطلع إلى خطابك التالي". لتحاول أن تكون مبدعا، ولتخطط للاستنتاج حتى قبل الخطاب إن شئت.

مالذي ينبغي أن تقوم به كمقيم خطابات بعد اللقاء؟

بعد اللقاء، تحدث مع الشخص الذي قمت بتقييمه لمعرفة إن كانت لا تزال لديه أية شكوك أو أسئلة.

لا تنسى كذلك أن تملأ بطاقة تقييم المتحدث الخاصة بهذا المشروع.

كيف تصبح مقيم خطابات متمكنا؟

إنما يأتي الكمال من خلال الممارسة، وهذا أمر معروف. لكنك لست بالضرورة مطالبا بأن تكون ممارسا لاكتساب مهارة التقييم. يمكنك على سبيل المثال، القيام بجميع الخطوات التي يتطلبها التقييم، دون عرضها على الملأ. وسيكون من المفيد دائما مقارنة تقييمك بالتقييم الذي قدمه مقيم معين ما في أحد اللقاءات السابقة.

عندما تكون أنت من يخضع للتقييم

عندما تكون أنت المتحدث، تقبل التقييم بتواضع، واعتبره كهدية. مقيم الخطاب موجود لمساعدتك على تحسين بعض الأمور. لا تأخذ أيا من ملاحظاته على محمل شخصي.

لا تتجادل مع المقيم، خصوصا أثناء التقييم - فهو يعبر عن رأيه فقط وينقل إليك الطريقة التي رأى بها العرض الذي قدمته والانطباع الذي خلفه فيه.

إذا كنت تريد إبداء أي تعليقات أو ترغب في مناقشة أي شيء معه، فافعل ذلك بعد الاجتماع.

متى ينبغي أن لا تقوم بدور مقيم خطابات؟

حينما تصبح مقيما نشيطا وذا سمعة طيبة في ناديك، فإنك قد ترغب في تطبيق مهاراتك في مكان آخر. افعل ذلك بحذر. يأتي المتحدثون إلى النادي بهدف الاستفادة من التقييم والحصول على التغذية التغذية التي تقدمها لهم، وهم يتطلعون إليها ويقدرونها. بيد أن هذا لا يسري على كافة الناس أو لنقل لدى بعض المتحدثين الآخرين في بعض الحالات.

تخيل أنك في حفل توزيع الجوائز، وأنك تقترب من الفائز وتقول شيئا من قبيل:‘‘أحببت خطاب القبول خاصتك. أحببت طريقتك في إيصال صوتك إلى آخر القاعة ليتسنى للجميع سماعك. هل لي أن أقترح عليك أن تحاول التواصل بالعينين أكثر مع جمهورك؟ لقد لاحظت بأنك تميل كثيرا إلى تركيز نظرك على الجناح الأيمن من الغرفة، و..."

قد يبدو هذا عبثيا، ولكنه وارد الحصول.

هناك فريق بين تقمص دور الأستاذ عندما يطلب إليك تقديم التغذية الراجعة، والمحاضرة أمام الملأ.


Contributors to this page: agora and larbi.elhabbache .
Page last modified on Friday November 26, 2021 13:52:21 CET by agora.